يرجى الانتظار ...

بين موجتي الكورونا

بين موجتي الكورونا

بين موجتي الكورونا: أين ذهبت معنويات الناس؟ المحزن حقيقة هو أن التضامن بين الناس إلي تم في الموجة الأولى من الكورونا ما تمش البناء عليه. آلاف الشباب تطوعوا، كل واحد في ميدانو، أطباء شبان، مهندسين شبان، طلبة، تلامذة، معلمين إلخ إلخ...سواء في إبداع أجهزة وقاية وعناية، أو في بناء أقسام كوفيد، أو في العناية بضعاف الحل، والقائمة تطول جدا. الكشافة، الهلال الأحمر، الجمعيات بأنواعها. فين مشى هذا الكل؟ وعلاش الناس فقدت الحماس فجأة للعمل الخيري والتضامني؟ موضوع محير فعلا ! ثمة طاقات خلاقة عند التوانسة. معظمها مهملة وغير مستثمرة. ناخذو مثال بسيط برشة باش نفهمو أن الطاقات هذي، إلي أتاحت نفسها للبلاد، وإلي قاعدة تحل في مشاكل دول أخرى كيف فرنسا وألمانيا في الهندسة والطب، كان يكفي أنها تلقى شوية عناية وقدرة على التخطيط باش تبدع وتساهم بنجاعة في التخفيف من حدة الوباء: أجهزة الأكسيجين إلي وقع صنعها بتكاليف محدودة في كليات الهندسة، الدولة خذاتهاش بعين الإعتبار وتبناتها؟ لا طبعا ! في ميدان التطوع، ثمة أقسام كوفيد تبنات بالتطوع متاع الناس، شركات صغيرة تبرعت بالمواد، وناس زواولة خدموا بصحة أبدانهم، حاجة من أحسن طراز. شنية حالة المراكز هذي توة، والوباء يفتك بالناس؟ مسكرة، قعدت سقف وقاع. لا الدولة جهزتها، ولا انتدبتلها مختصين، ولا حتى برمجت استعمالها. المجتمع متاعنا فيه طاقات كبيرة، وفعلا المشكلة متاعنا أساسا في الدولة. الدولة هي أساسا زوز حاجات: الناس إلي تاخو القرار سياسيا، والناس إلي في الإدارة. أداء الزوز أطراف هذي كان كارثي، ومازل يغرق بينا في الكارثة. سياسيا، توة عاد رجع البرلمان، وباش نرجعو نشوفو برشة أحزاب شنوة قادرة تزيد تعمل باش تزيد الناس تكره السياسة والسياسيين وتقتنع أنهم جزء من المشكل وليس من الحل. سياسيا الناس في أثناء مواجهتها للموجة الأولى من الكورونا، كانت تشوف في أداء الأحزاب الأكثر تمثيلية في البرلمان، وشنوة إلي عملتو من أجل أنها تتحكم في القرار. الناس باش تزيد تتأكد من إجرام الأحزاب هذي، وقت باش تشوفها مهتمة فقط بتحسين مواقعها، في معارك لاهي باش تحسن الوضع الصحي، ولاهي باش تنقذ الناس. إداريا من غير ما نطولوها وهي قصيرة. الناس كانت متقلقة مالبيرقراطية؟ توة يا سيدي البيرقراطية خذات الحكم مباشرة. بيرقراطية تحسب، وتتفاعل مع الأحزاب إلي كنا نحكيو عليها. شنية باش تكون النتيجة حسب رأيكم يعني؟ تونس محتاجة مشروع، وهنا موش نحكي على مشروع حزبي طبعا. تونس تحتاج مشروع يقظة يخلي الناس تجدد الأمل متاعها في بلادها، وفي مستقبلها، وفي قدرتنا جميعا أننا نتجاوزو المعوقات الكل باش ترجعلنا الرغبة في الإبداع، والإقتناع بأن طريقنا للوصول لهذا هو التضامن مع بعضنا. تقولوا أن هذا يتطلب وقت طويل ؟ موافقكم طبعا. لكن يلزم تعرفوا أن جزء من مشاكلنا هو بسبب استعجالنا، واعتبارنا أن كل شيء يلزم يصير توة، وأنو يا من عاش بالنسبة للمواضيع الكبيرة. أنا رأيي أننا غرقنا في المشاكل الصغيرة، خاطر أهملنا المشاكل الكبيرة. مشروع للبلاد هو أكبر قضية، الآخر الكل يجي بطبيعتو من بعد ! المأساة أن موضوع مشروع للبلاد، ماعاد يحكي فيه حد !
  • 03 أكتوبر 2020