يرجى الانتظار ...

الرئيس والحرّاقة

الرئيس والحرّاقة

الرئيس والحرّاقة، وإيطاليا ! رئيس الجمهورية اليوم زار صفاقس، ومعاه وزير الداخلية ( المكلف أيضا بتشكيل الحكومة). زيارة تفقد للاستعدادات والإحتياطات لمنع الهجرة غير الشرعية انطلاقا من قرقنة، وبالمناسبة، أعلمونا أنو ولات عندنا أجهزة رؤية ليلية لمراقبة البحر ليلا. اللهم صل على النبي! بالمناسبة، وهو يحكي مع المسؤولين التوانسة، رئيس الجمهورية تحدث على موضوع الإتجار بالبشر، وإلي هي جريمة شنيعة، وما يلزمش التسامح مع المرتكبين ليها. الرئيس أيضا "ذكّر" بأن الموضوع هذا "معقّد"، ويلزم فيه "مقاربة جديدة" إلخ إلخ. نهار 27 جويلية كان رئيس الجمهورية قد استقبل وزيرة الداخلية الإيطالية، إلي جات على عَجَل، للموضوع هذا بالذات. الوزيرة الإيطالية تحدثت على تقديم مساعدات تحتاجها تونس (المقصود أساسا في موضوع مراقبة الهجرة السرية، ومن هنا نفهمو حكاية أجهزة الرؤية الليلية إلي جات في ثلاثة أيام. ما فهمتش علاش تفكرت حكاية اللاكريموجان إلي كانت فرنسا باش تبعثهولنا أيامات الثورة). رئيس الجمهورية كرر في لقائه مع الوزيرة للإيطالية ضرورة "المقاربة الجديدة"، وأن الموضوع ماهوش أمني فقط إلخ إلخ ! نحب نقول أن الإنطباع الحاصل من متابعة زيارة الوزيرة الإيطالية وزيارة الرئيس لصفاقس، هو أن المقاربة لا زالت أمنية بالأساس، أو حصرا. يعني إذا الرئيس ما يوضحش رؤيتو للموضوع من جوانبو غير الأمنية، ماشي لصفاقس علاش؟ باش يشجع القوى الأمنية على حسن مراقبة الحراقة؟ وزير الداخلية ما يكفيش في مهمة كيف هذي؟ ثمة مشكل حقيقي: الرئيس ما نعرفو حتى شيء على رؤيتو لكثير من المواضيع، ومنها الموضوع متاع الهجرة السرية. ةقت نشوفو المؤشرات لحد الآن يولي ثمة زوز إحتمالات: إما أن رؤيتو أمنية فقط، أو أنو لا يملك رؤية في الموضوع هذا. هذا يطرح إشكال آخر أكبر: علاقتنا بدول الضفة الشمالية، كيفاش يلزمها تكون؟ شفنا مشطرة غير مشجعة بالكل في زيارة الرئيس لفرنسا (الزيارة إلي سببتلي شخصيا إحباط، في كل جوانبها ومضامينها). عندك كذلك مؤشرات على انفجار اجتماعي كبير، لا يبقي ولا يذر. كيفاش الرئيس ينظر للموضوع هذا؟ الحكومة الجديدة إلي قاعدة تختمر، المكلف بيها عندو قدرة على فهم الكارثة القادمة؟ وإذا الجواب هو لا، الرئيس باش تكون عندو مسؤولية وإلا لا؟ وشنية تبعات أي فشل ؟ إلخ إلخ الرئيس في الوضع هذا، وتجاه الإشكالات هذي، ما ينجمش يلعب مرة أخرى ورقة الغموض للأسف. خاطر هنا بالذات، الغموض يعني الفراغ وغياب الرؤية. نحب نقول للسيد الرئيس أن الشباب إلي قاعد يحرق، وإلي ماعندوش حلول أخرى، هو الأمانة إلي حكى عليها يوما ما. هنا بالذات، الأمانة تقتضي منو أنو يقوللنا شنية نظريتو في الموضوع...لعل نعاونوه حتى بكليمة خير !
  • 02 أغسطس 2020