يرجى الانتظار ...

هل من فرصة لتوافق جديد

هل من فرصة لتوافق جديد

هل من فرصة لتوافق جديد، حقيقي هذه المرة ؟! عبرتُ باستمرار عن موقفي من توافق الشيخين، لأنه كان توافق شخصين أولا، وتوافقا مغشوشا ثانيا، وتوافقا على برنامج تقاسم نفوذ، لا أكثر ولا أقل، ثالثا. لم يكن أي من الشيخين صادقا في ذلك "التوافق"، والدليل انهياره عند أول تغيير في موازين القوى. يكفي أن نستذكر موضوع قانون المصالحة سيء الذكر لنفهم أنه كان توافقا لنهب الدولة وتضييع حقوقها، لصالح حفنة من المتمعشين من المال العام والذين أساؤوا استخدام الإدارة وطوعوها للفساد والاستبداد، آكلين في خضم ذلك أموال الناس وهاتكين أعراضهم. هناك اليوم فرصة لبناء توافق حقيقي، اجتماعي وسياسي، بين كل الأطراف أو معظمها، بالتركيز على ماهو أهم من السجالات والصراعات. البلد لم تعد قادرة على تضييع مزيد من الفرص، ولا على تحمل خمس سنوات عجاف أخرى. هناك فرصة حقيقية لجعل أولويات الناس، هي نفس أولويات الأحزاب ومؤسسات الدولة. وجود رئيس منتخب بما يشبه الإجماع، وعدم قدرة أي حزب على الإدعاء بأنه صاحب الفضل عليه، يحرر أهم مؤسسة سياسية في البلاد، ويجعلها قادرة على التعامل بموضوعية مع الفرقاء، لا بل أيضا ممارسة تأثير معنوي عليهم جميعا. هذه فرصة لبناء توافق سياسي حقيقي، يجعل الأولويات محددة على أسس موضوعية، ويحد من التنافر القاتل بين مؤسسات الدولة وأجهزتها. هذه فرصة حقيقية لمصالحة حقيقية بين الناس والدولة، وبين الناس والأحزاب، لا يجب أن تضيع. هذه فرصة للتقدم، وتحقيق القفزة النوعية على كل الصراعات الثانوية والمبالغات والتهويل الذي ساد الساحة طيلة ثماني سنوات. هذه فرصة للنضج !
  • 26 أكتوبر 2019