يرجى الانتظار ...

منظومة تسير نحو الفناء

منظومة تسير نحو الفناء

منظومة تسير نحو الفناء، ومعارضة تنضج وتتعلم في نهاية الأمر، وبعد تصويت اليوم على انتخاب رئيس المجلس ونائبه، نحن واقعيا أمام إئتلاف طبخ منذ مدة، ولا يمكن أن يكون قد نشأ اليوم أو بالأمس. من صدق أن النهضة كانت جادة في "التفاوض" مع التيار وحركة الشعب لم يكن في نهاية الأمر سوى مجرد أحمق. منذ التصريح بنتائج التشريعية، قلنا أن التحالف الحاكم القادم سيتألف أساسا من النهضة وقلب تونس، ومن يتابع سلوك النهضة في السنوات الأخيرة كان يعرف جيدا أن ذلك ما سيحصل. هل كانت "المفاوضات" مع التيار وحركة الشعب مجرد طبخة حصى لإسكات الأبناء؟ نعم أعتقد ذلك. النهضة لا تقوى على شراكة مع التيار وحركة الشعب، لأنه تحالف مكلف جدا. طيب، ماهي ملامح التحالف الجديد الذي ستتشكل على أساسه الحكومة غدا: هو تحالف سمته الأساسية الممارسة الفاسدة للشأن العام، والمحافظة الثقافية في المسائل الأخرى. تحالف يميني سياسيا وثقافيا واقتصاديا واجتماعيا. هذا يعد بمعركة سياسية ضارية مع معارضة نواتها الصلبة التيار وحركة الشعب، وأعتقد أنهما يدخلان هذه المعركة بأسبقية أخلاقية عريضة. هذا ليس سيئا في الأغلب. ما يجب أن يعرف، هو أن التحالف الحاكم الجديد، هو تحالف أحزاب وأشخاص يعتبرون الحكم غاية في حد ذاته، وليس أداة تغيير. الدليل على ذلك هو أن شيئا لن يتغير لو قدر لهذا التحالف أن يتواصل للخمس سنوات المقبلة. في المقابل، هناك معارضة تعتبر في المجمل أن الحكم أداة للتغيير. في الإنتخابات القادمة سيكون ذلك ظاهرا كالشمس في كبد السماء. ستدفع أثمان باهضة ، وسينكشف الصبح أكثر لكل ذي عينين. هذه الانتخابات، والتحالف الحاكم الذي نشأ عنها كما رأينا اليوم، هو من زمن آخر، زمن ما قبل اللطخات... لذلك فإن المنطق الذي يقوده منطق قديم سيطوى نهائيا في أول فرصة انتخابية قادمة. في نهاية الأمر، صدّقت النهضة ما قيل كثيرا، وهو أنها هي، وليس النداء سابقا، ولا الرئيس الراحل، عراب النظام القديم المتجه إلى الفناء، ووريثة المنظومة بشحمها وعظمها وجلدها ولحمها... ما لا يعرفه البعض، هو أنها منظومة منتهية... أعجب لمن لا يتعلم من كل الدروس، كيف يستطيع أن يتصدر حكم الناس... وأن يعتقد بأنه، هذه المرة، سينجح ! في اامقابل، هناك معارضة تنضج وتتعلم... هذا ليس سيئا في نهاية الأمر !
  • 13 نوفمبر 2019