يرجى الانتظار ...

سياسة الشارع

سياسة الشارع

"سياسة الشارع"، ورعب الأحزاب هل فهمت قيادات الأحزاب الآن حاجة الناس إلى التجديد؟ هل فهمت أن هناك شيئا يتغير في العمق، وأنه مطلوب من "السياسة" أن تكون مختلفة عما كانت عليه قبل هذه الإنتخابات؟ هل فهمت أن دور الأحزاب لا يتمثل فقط في عرقلة بعضها البعض، وإنما أيضا في تأطير الطاقة التي يتفجر بها المجتمع، والمساعدة على أخذها للهدف الأسمى من كل نشاط: خدمة الصالح العام؟ كل هذه المناورات تقوم على الرغبة في الإستئثار، في حين أن الشارع يرسل رسائل الإيثار. هل يمكن للبلاد أن تتحمل خمس سنوات أخرى من الأزمة؟ وهل يمكن للناس أن يتحملوا خمس سنوات أخرى من اليأس في الحاكمين؟ هذه الإنتخابات التي ينظر إليها كزلزال، هل زلزلت شيئا من القناعات البالية ومن الممارسات القديمة؟ لا أرى مؤشرات واضحة على ذلك في سلوك القيادات الحزبية على اختلاف ميولاتها. الكل تقريبا، للأسف، يتعامل مع هذا الحماس في الشارع وهذا الأمل في الناس، كخطر على استئثاره بالساحة، وبالحكم. كم يود كثير منهم أن يطفؤوا هذه الجذوة، وأن يستعيدوا السيطرة على الوضع. لو نظروا، عوضا عن ذلك، لهذه الانتخابات كفرصة، لتغير كل شيء. لو نظروا لهذه السياسة القادمة من أعماق الشارع كمدرسة، لتعلموا كل شيء، ولربحنا وقتا ثمينا. هناك لدى البعض استعداد لمواجهة الرئيس، لأنه يمثل ببساطة تلك السياسة القادمة من أعماق الشارع. ستكون معركة غير متكافئة، ولن تخرج صفوفهم منها موحدة وسليمة. لا أدري لماذا لا يكونون في الموجة، إذا كانوا فعلا حريصين على أن يحتفظ الناس بالأمل، وأن يستعيد الناس ثقتهم في الدولة، وأن تعمل الدولة لصالح الناس....
  • 20 أكتوبر 2019