قيس والأمريكان
قيس والأمريكان: مرحلة 24 جويلية التي طُويت
كل واحد شاف في لقاء قيس سعيد بوفد الكونغرس، الحاجة إلي حبّ عليها. طبيعي، ثقافتنا مبنية على الإنفعالات أكثر منها على استقراء العناصر الموضوعية. إلي فهمتو هو أن قيس كان مرتاح أكثر، أن خطاب الوفد كان واضح ولكن اكثر هدوء واتزان من الوفد الذي سبقه، أنو ثمة تأكيد على "عودة الديمقراطية" لكن بفترة سماح غير محددة، ان عودة الديمقراطية ليست عودة المشهد كما كان يوم 24 جويلية، وأن ثمة نقطة التقاء حول موضوع مكافحة الفساد.
قيس استطاع فرض أمر واقع بنوع من الإصرار على معطى واقعي: 25 كان ضرورة. يبقى انو موضوعيا أيضا، وهذا سبب رئيسي في عدم تعيين رئيس حكومة وعدم توضيح قيس للخطوات المقبلة، الأمريكان عندهم موصفات دقيقة لمن سيترأس الحكومة القادمة، وأدناها أن تكون شخصية مقتدرة وأن تمارس صلاحياتها كاملة حسب الدستور ، وهذا يعني أن قيس يواجه نوعا من الرفض لتعيين شخصية تكون مجرد ظل له.
طبعا صار حديث على "المؤسسات"، ولكن دون ذكر البرلمان. وتم توضيح حاجة هامة: امريكا لا تفضل حزبا على حزب، ولا أجندة إصلاح بعينها على حساب أخرى. أيدي قيس ليست مطلقة بالكامل، ولكن عودة الأمور لما كانت عليه قبل 25 وبنفس التوازنات، أصبح أمرا غير مطروح تماما حتى بالنسبة للأمريكيين.
أهم موضوع بالنسبة للأمريكيين الآن هو موضوع الحكومة، وهم غير معترضين على حكومة لا تمر أمام البرلمان للحصول على الثقة. هناك قناعة لديهم بأن قيس يركب موجة عالية من المساندة الشعبية، وأن 25 جويلية قد قضى على كل التوازنات السابقة له، بما في ذلك أي دور اساسي للنهضة وحلفائها. المهم بالنسبة لهم هو الحكومة القادمة. هذه نقطة الخلاف الرئيسية. في كل الحالات، مرحلة ما قبل 25 طويت، وهذا أصبح أمرا واقعا ونقطة التقاء واضحة بين قيس سعيد والقوى الدولية الأكثر تأثيرا.