خواطر حول مظاهرة الغد
خواطر حول مظاهرة الغد: ضد 25، أم لإعادة 24؟
نجيو للمظاهرة المزمع تنظيمها غدا. مظاهرة مشاركين فيها ناس تجمعهم زوز حاجات: أن إلي صار في 25 جويلية إنقلاب، وأن الإنقلاب هذا قضى، أو في اتجاه أنو يقضي على ديمقراطية 24 جويلية. ماعندي حتى مشكلة في توصيف 25 جويلية بأنو إنقلاب، لكن عندي مشكلة في اعتبار أنو قضى على ديمقراطية 24 جويلية.
المشاركين المفترضين ماهمش بالضرورة متفقين على توصيف "حجم الإنقلاب" ولا على "حجم ديمقراطية 24".
نفهم أن برشة ناس متخوفين من ميول الرئيس الإستبدادية، ونقدر نعتبر نفسي من الناس هاذم. لكن اختلافنا يبقى حول "حجم ديقراطية 24".
بطريقة ما، المستفيد من مظاهرة الغد، سياسيا، هي بالأساس حركة النهضة، وبدرجة أقل حلفاؤها، أكبر الخاسرين من 25. لكن بما أن النهضة فقدت كل مصداقية، فإنها تترك أمر الإحتجاج على 25 للمتخوفين على الديمقراطية، وإلا كيفاش تكون نهصة إذا ما تعملش مناورات من النوع هذا.
هنا نجيو لسؤال نعتبرو شخصيا لب المشكل: إذا نتفقو على ميول قيس الإستبدادية، فإننا ما نقدروش نتفقو على ديمقراطية 24. في أفضل الحالات، الصراع ماهوش اليوم بين الديمقراطية والإستبداد، بل هو بين ديمقراطية 24 واستبداد 25، أو ميول 25 للإستبداد. إذا 25يعطي المبررات للتخوف، فإن 24 يعطي مبررات للقرف.
ثمة خدمة قاعدة تتخدم لمسح جرائم 24. بطبيعة الحال هذا موش ساهل. الناس ما تنساش في شهرين. الخدمة هذي قاعدة تظهر من خلال الدعوات للتظاهر، ومن خلال اللوبيينغ في الخارج لدى الأوساط المؤثرة في السياسة الخارجبة للدول الأكثر تأثيرا، كيما قاعدة تتخدم إعلاميا بخلق الإشاعات، وحملات البروبقندا إلخ إلخ. هذا شيء طبيعي ومنتظر.
غير الطبيعي هو أن الناس إلي ما رفلهاش جفن في احتجاجات جانفي الأخير، وما أزعجتهاش إيقافات القصر، ولا عمليات السحل، ولا عمليات سوء المعاملة إلي أدت لوفاة موقوفبن في السجون، الناس هذي متقلقة اليوم من استبداد قيس وتحب ترجعنا لديمقراطية النهضة. ديمقراطية النهضة متاع المشيسيي طبعا. باش يقعد مرتبط بيكم للأبد هذاكة. ديمقراطبة إغلاق محيط المجلس بمدرعات وقع شراءها على عجل وبمبالغ طائلة والناس قاعدة تموت بالعشرات يوميا لأنهم مالقاوش علاج. ديمقراطية صدربعل زادة. موش لاش تنيبونا في الحاجات هذي، الله غالب.
الناس هذي عندها مشكلة من اثنين: يا ذاكرتها ما تخزنش، يا ما عندهاش حياء. ما نقدرش نجزم الحق.
لكن الناس هذي، رغم الزوز عاهات هاذم، عندهم الحق يتظاهروا، وماهيش مزية من حتى حد. عندهم الحق يسميوه إنقلاب، وعندهم الحق يعبروا على أفكارهم الكل. هذاكة علاش نعتقد أن مظاهرتهم غدوة، هي حاجة صحية للحرية وللديمقراطية. بطبيعة الحال نحكي على الديمقراطية في المطلق، مش ديمقراطية 24. لكن أنا متأكد من حاجة، أن الهاروني متاع الرئيس، موش باش يهددهم بإرسال ميليشيات "من مناضلي الحركة لمعاضدة قوات الأمن في مواجهة المخربين"، هذيكة اختصاصات 24، حصريا.