آن للأحزاب التي مُسِخت هويتها بمبررات التوافق الفاسد والسخيف أن تستفيق الآن
آن للأحزاب التي مُسِخت هويتها بمبررات التوافق الفاسد والسخيف أن تستفيق الآن ! هذا زمن جديد في الأحزاب، فرصة جديدة، لاستعادة الوعي والمكانة، والقطع مع الاستبداد والسمسرة والمهانة !
يُفترض أن المنطق الذي قاد مسار تكليف رئيس الجمهورية لإلياس الفخفاخ هو نفس المنطق الذي يجب أن يقود رئيس الحكومة المكلف في تشكيل حكومته. هناك أولا المزاج العام للتونسيين، كما ظهر في الانتخابات الرئاسية، والذي ينقل اليوم تلك الشرعية الواسعة لإلياس الفخفاخ، بغض النظر عن أية اعتبارات مضمونية. على العكس تماما مما تقوله الأحزاب الغاضبة، الفخفاخ سيقف عند تقديم حكومته لنيل الثقة، وفي المسار الذي سيقطعه أثناء تشكيلها، في موقع قوة واضح. على الغاضبين أن يقنعوا بانتظار توفر فرصة أخرى تعيد العمل "بميزان القوى النظري"، مع رئيس الجمهورية ومع الحكومة. نعم، هناك ميزان قوى واقعي جديد، وهذه الأحزاب لا تحتل فيه اليوم الموقع الأفضل لها. التناسق في المواقف بين قرطاج والقصبة سيكون شرطا ضروريا لاستمرار ميزان القوى الموضوعي الجديد، ولا شيء يشير إلى أنه تناسق قصير العمر. الناس الآن تحتاج أن ترى المشهد الجديد يحقق على الأقل جزءا من انتظاراتهم. هناك آخرون يجب أن يفهموا اليوم، أن الثورة ليست في كثرة الصراخ، وأن التواضع فضيلة عظمى. الناس يريدون إنجازات، يريدون أن يروا العدالة الإجتماعية، أو ما يشبهها، تسير بينهم، ويعتبرون أن النزاهة شرط أساسي للتصرف في الشأن العام. هذا مزاج عقلاني يساعد على العمل، وعلى النجاح