Veuillez patienter ...

أفكار حول خيبة الأنصار

أفكار حول خيبة الأنصار

أفكار حول خيبة الأنصار، وحماسهم في السياسة، يساند الناس إجمالا من يعتقدون أنهم يحملون جزءا من أحلامهم أو تصوراتهم أو توقعاتهم. تطابق أحلام الناس مع تجسدها الواقعي، في حزب أو زعيم، أمر نسبي جدا، وهو لا يخضع لأداء الحزب أو الزعيم بقدر ما يخضع لنفسية ومزاجية المسانِد. الإشتغال على نفسية ومزاجية الأنصار يصبح بالتالي ضمن أولويات الحزب والزعيم من أجل الإستمرار في الحصول على تلك المساندة لأطول فترة ممكنة، وجعلها تتخذ أشكالا أكثر عملية عبر التطوع بالمال أو بالجهد أو بالدعاية. عندما تعترض الحزب أو الزعيم صعوبات ويبدأ في الظهور ذلك الفارق بين شعاراته وأدائه، يصبح عليه التمييز بين طبقات الأنصار واختيار الطبقة التي سيركز عليها جهده. المسار التقليدي يفترض في هذه الحالة التخلص من طبقة المشككين، الذين سيسمون لاحقا "بالمندسين"، أولئك الذين في لحظة ما يفضحون التناقض بين الشعارات والأداء، أولئك الذين يعتبرون أن الأولوية هي دائما للفكرة. الحقيقة أنه كلما ابتعد الأداء عن الشعارات كلما احتاج الحزب أو الزعيم للبروبقندا. هنا يبدأ في الظهور التعصب لهما في أوساط الأنصار، ويبدأ مسار صناعة الصنم. الحقيقة أيضا أن معظم الأنصار الذين ينخرطون في هذا المسار لا ينخرطون فيه قناعة بقدر انخراطهم فيه خوفا من مواجهة خيبتهم، والوقوف على اكتشاف أنهم أهدروا حماسهم وطاقتهم ليس من أجل فكرة أو من أجل تصور للمستقبل، بل من أجل طموحات فردية، ولم يكونوا بالتالي سوى حطب معارك لا تستحق. الخوف من مواجهة الخيبة عامل مهم جدا في مسار الأنصار المصدومين. لكن الصدمة هنا نسبية. أصلا، كانت الفكرة وكذلك تصورهم للمستقبل غائمين، لأن الكسل الذهني دفعهم باستمرار لتبني ما يقوله الحزب أو الزعبم باستمرار حول أي موضوع. هذه هي الخلطة السحرية لبناء الصنم السياسي: مشككون يتم إقصاؤهم، أنصار متحمسون وكسالى، وبروبقندا يقوم بها هؤلاء نفسهم لنسيان خيبتهم، أو لانعدام وعيهم بخيبتهم. هنا يصبح شعار "الولاء" للحزب والزعيم هو الشعار الذي لا يلخص هذا المسار فقط، بل الذي يحدد غاية الوجود للأنصار "الأوفياء".
  • 30 juin 2020