من فرنسا لتونس
عملية الإستفراد بالشباب الذي خرج للإحتجاج في الأسبوع الماضي عملية تبين إصرارا واضحا من جهات كثيرة على عدم الفهم. أعتقد أن هذا خطير لأن "عدم الفهم" لا يخفي في الحقيقة سوى حالة إنكار بسبق الإصرار والترصد. لا حلول لأنه لا يراد أن تكون حلول، ولأن الحلول مكلفة بالنسبة للخيارات التي يمضي فيه التحالف الليبرالي الحاكم ولكل التوازنات التي يستمر في ترسيخها على حساب الفئات الأضعف. ترك هؤلاء الشباب عرضة للوصم والتشويه والقمع هو مشاركة في مسار سيؤدي إلى انفجار لا يبقي ولا يذر. لن تهدأ الأمور أبدا، وستأخذ الإحتجاجات من سنة لأخرى طابعا أكثر عنفا، وهذا مخيف. حتى بالنسبة للمصالح بعيدة المدى للمستفيدين (على المستوى الإقتصادي خصوصا) من التوازنات الحالية. هذا الشباب الذي يقبع اليوم في السجن والذي يقع التنكيل به لا يحتاج أن يعاقب. هو يحتاج أن تقع محاورته وأن يعطى تطمينات حقيقية عبر إجراءات حقيقية. من يستحق أن يعاقب هو هذه الحكومة وأحزابها. أطلقوا سراح القصر الذين اعتقلوا على خلفية الأحداث الأخيرة، وأوقفوا استيراد المدرعات وتضخيم ترسانة القمع. تكلفة هذه الترسانة كان يمكن توجيهها لميادين أخرى، لإجابات أخرى. هذه الحكومة وأحزابها تعمق الحقد وتستثمر فيه وتعطي بغبائها كل المبررات للاحتجاجات اليائسة. اليأس خطير، والغباء أخطر. (الصورة المرفقة لمعدات وصلت اليوم من فرنسا لتونس).