Veuillez patienter ...

خطاب العداء للنخب

خطاب العداء للنخب

خطاب العداء للنخب، هو أيضا خطاب نخب في 2011، وأيام القصبة الأولى بالذات، شاركت في ندوات سياسية وفكرية مع أصدقاء وزملاء كانت تنظمها فعاليات مدنية. لاحظت وقتها خطاب واضح في معاداتو للنخب. اليوم تقريبا عندنا نفس الظاهرة وإلي أصبحت تقريبا ظاهرة يشجع عليها الخطاب الرسمي الرئاسي. يعني في أوقات الإضطراب، وماهوش في تونس فقط، الموجة هذي عادية. خلينا نحكيو على ظاهرة في تاريخ تونس، والظاهرة هذي في الحقيقة ليست خاصة بتونس. يعني شوفو انزياح المعنى: من هجمات ضد "الطبقة السياسية" يصبح الأمر متعلق بهجمة ضد النخب. إيجا قلو انت آش تقصد بالنخب؟ تو يلقى روحو هو جزء منها. الظاهرة إلي حبيت نحكي عليها هي ظاهرة مستقرة وتكاد تكون عنصر الوصل بين الحقب التاريخية الكل: التواصل هذا كانت تعملو النخب، خاطر وقت تركح الهوجة يجي وقت النخب من جديد. الهوجة أو الفزعة أو حتى الثورة هي حالة اضطراب في التوازنات القديمة، لكن بالتجربة، الإضطراب هذا يوصل في لحظة معينة لمداه، وترجع الأمور للنخب إلي قد تتجدد كليا أو جزئيا. وقت نقولو نخب، نقولو ثوابت في السلوك الثقافي والسياسي. شوف توة مثلا، من مقاييس الإنتماء للنخبة هو تبنيها لتراث الدولة، وللتحديث. هذا عنصر شبه مستقر، ومؤثر في الحياة الثقافية والسياسية وحتى الاقتصادية. ثمة فارق بين حركة عداء الجماهير في لحظة معينة لبعض النخب، وبين حاجة أخرى يلزم الانتباه ليها، وهي أن ذلك ليس في أكثر الحالات سوى واحدا من أوجه المعركة داخل النخب نفسها، ومحاولة قسم منها افتكاك القيادة الثقافية والسياسية والاقتصادية من قسم آخر كان مسيطر إلى حد تلك اللحظة. خلينا من توصيف ما يحدث بأنه شعبوية أو غيرها من الأوصاف. إلي نحب نضيفو أن الشعبوية ماهوش خطاب الشعب. هو خطاب جزء من النخبة في معركتو ضد جزء آخر، وتقنية لتجييش الجماهير إلى صفو في تلك المعركة. الشعب هنا ما عندو حتى دخل. هو مجرد طريق لحاجة مش مختلفة برشة عالطريق القديم. 15 أوت 2021 يعني سيدي الرئيس مش لازم يكون ثمة مشانق وإطلاق رصاص على الناس باش نسميوها ديكتاتورية. ومش لازم نحطو الناس الكل في السجن باش نسميوه استبداد. وقت تجمع كل السلطات في يدك، تتسمى ديكتاتور. وقت ماثمة كان رأيك أنت يتطبق، تتسمى مستبد. والله أعلم.
  • 15 août 2021