Veuillez patienter ...

حكومة القتل العمْد

حكومة القتل العمْد

حكومة القتل العمْد، وتحالف التلقيح السري ستون ألفا من التونسيين ممن تتراوح أعمارهم بين السبعين والخمس وسبعين عاما سقطوا "سهوا" من تطبيقة التسجيل في التلقيح. السهو لن يقع تداركه على الأغلب، لأن قسما هاما من التلاقيح المسهوّ عنها ذهبت للحكومة وأعضائها وأصدقائها. بالتوصيف القانوني البسيط، ما تم ليس فقط سرقة تلاقيح بإشراف الحكومة، وإنما جريمة شروع في القتل ضد الستين ألفا المذكورين على لسان وزير الصحة الهمام. وقع فضح الأمر فامتطى مستشار الحكومة الإعلامي، كعادته منذ سنوات، ظهر الموجة، مصرحا بكل صفاقة أن الوزراء والمستشارين والمديرين العامين للمؤسسات وقع تلقيحهم حسب البروتوكول. مستشار الحكومة يكذب، ونعرف أنه يكذب، وهو يعرف أننا نعرف أنه يكذب، ولكن ذلك مجرد تفصيل صغير الآن، فقد جيء بالمسكين للعب هذا الدور بالذات، وقد عرف عنه سابقا حماسه للكذب والصفاقة في آن واحد. تقول بعض المعطيات من القصبة أن أمير المؤمنين المعتصم بالشيخ قد تصرف في كمية التلاقيح كما يتصرف الخليفة في العطايا، وأنه تم حتى تلقيح أولئك الذين استنكفوا في بداية الأمر خجلا، ذلك أن الهدف كان توريط الجميع وبصفة باتة. الأمر أكبر من سرقة تلاقيح وتوزيعها على الأتباع والأصدقاء، الأمر ببساطة هو افتكاك حظ في الحياة والنجاة من الأكثر استحقاقا. هذه هي الجريمة، وهؤلاء هم المجرمون. ماهي الرسالة مما جرى؟ أن الأمر يتعلق بعصابة تمتد دهاليزها في اتجاهات عديدة ومتشعبة، من مخزن التلاقيح، لرئاسة الحكومة، للأحزاب الداعمة لها، لمجلس النواب إلخ إلخ ماهي الرسالة الأخرى: أن الصمت، مثلما هو الشأن في تقاليد المافيا العريقة، هو القانون. ماهي الرسالة الثالثة: أن الأمر يتعلق بعصابة عابثة بأرواح التونسيين، فشلت في وضع خطة لمجابهة الوباء، ثم فشلت في وضع خطة شفافة للتلاقيح، ثم افتكت حق الحياة من ستين ألف تونسي هم آباؤنا وأمهاتنا وأساتذتنا وأشقاؤنا وجيراننا. ماهي الرسالة الرابعة: أن الإئتلاف البرلماني الفاسد والمجرم الذي يحمي هذه الحكومة ويصمت على جرائمها المتكررة هو شاهد زور أولا، وشريك فاعل في الجريمة ثانيا، وأن هذا لوحده يفقده كل شرعية ويضعه في صف أعداء التونسيين. بالنسبة للكثيرين، وهذا استنتاج سهل ولكنه منطقي، هذا ما تساويه "الديمقراطية" كما تمارَسُ اليوم،حقيقة: مجرد أكذوبة كبرى للإحتيال على الناس وانتزاع حقهم في الحياة. هذا ما نجد عليه الأمر فعلا مع هذه العصابة وتفرعاتها في القصبة وباردو. أكبر عدو للديمقراطية هو ذلك الذي يتدثر بها ليطعنك، باسمها أيضا، في أثمن ما يتنافس عليه الناس: الحق في الحياة. سيصمت الأتباع طبعا مرة أخرى، وسيعريهم ذلك مجددا: صمتكم شهادة زور تورطكم في التغطية على الجريمة، وتضع في أعناقكم أنفسا ودماء وأحزانا. أصلا، نحن نعرفكم أتباعا بصمتكم. عندما سيتحرك الناس، غدا أو بعد غد، سيكونون في نظري على حق ولو رحلوا بديمقراطيتكم البائسة وشرعيتكم المجرمة. لقد نزعتم حق ستين ألفا، على الأقل، في الحياة بعملية لم يرمش لكم معها جفن. من سيرحل بديمقراطيتكم هو هذا الغضب الذي تزرعونه في قلوب الناس وتشحنونه في أرواحهم شحنا. سيأتي اليوم، وأحسبه قريبا جدا... ولن يبكيكم أنتم ولا ديمقراطيتكم ولا شرعيتكم أحد...
  • 29 avril 2021