Please wait ...

الذاكرة لا تُثقب في سبعة أيام

الذاكرة لا تُثقب في سبعة أيام

الذاكرة لا تُثقب في سبعة أيام الطريقة التي يتم بها تنفيذ الإعتقالات في صفوف بعض النواب هي إهانة مزدوجة لحقوق الإنسان وللقضاء في الوقت نفسه. هناك تشفٍّ واضح، هذا لا ينبغي أن يكون موضوع نقاش. الطريقة التي يتم بها إيداع القضايا، خارج التوقيت الإداري، والسرعة التي يتم بها إصدار بطاقات الجلب والإيداع، تدل على أن نفس الريح لا تزال تهب على السلطتين التنفيذية والقضائية: الأقوى هو من يقرر إذا كان القانون سيطبق أم لا، وعلى من سيطبق، وكيف سيطبق. في نهاية الأمر هل تغير شيء؟ لا. لم يتغير سوى الماسكِ بالريح، أما الريح فلا تزالت تهُب في الإتجاه نفسه، في اتجاه الحقوق لتعريها، وفي اتجاه المواطن لتهينه، وإنها لتستمرئ ذلك نفس الأستمراء القديم. لكن هناك مع ذلك درجة من النفاق لا يمكن السكوت عن فضحها. سبعة أيام لا يمكن، مهما طالت، أن تنسينا ما قبلها: اعتقال الناس على الشبهة، سحل الشباب وتعريته، الموت تحت التعنيف في مراكز الإيقاف، الإعتقالات العشوائية، اعتقال القصّر، إطلاق قنابل الغاز مباشرة على المواطنين إلخ إلخ من يكتوي اليوم بالتجاوزات، كان يمارسها ويستمرؤها قبل أسبوع واحد. بل دعوني أقول أن الحكومة وأجهزتها كانت تحضر نفسها للتوسع في الممارسات القمعية الشنيعة مساء وغداة 25 جويلية. احتجاجات الشتاء التي طرح ضحايا اليوم المشاركة فيها عبر ميليشيات حزبية، دون أن يرمش لهم جفن لما حصل إبانها من جرائم، ليست عنا ببعيد. القضاة الذين حكموا بأوقات قياسية على الشباب بعشرات السنين من السجن، لازالوا هنا. الأمنيون الذين طبقوا تعليمات القمع بكثير من الحماس، لازالوا هنا، وربما كانوا هم أنفسهم من اقتحم هذا الأسبوع بيوت النواب المعنيين بالإيقاف. مع ذلك، لا شيء يبرر التجاوزات. أخطاء وخطايا الخصوم لا يمكن أن تغطي على أن الجريمة هي نفسها، وأن التجاوز مرفوض من حيث أتى، وحيث توجه. الأمر يتعلق فقط بالعِبرة (المكررة) مما حصل ويحصل: من يبرر التجاوز، سيكتوي به ولو بعد حين. يتحمس أنصار الرئيس اليوم ويتشفّون في خصومه. هذه بداية خاطئة على نفس الطريق الخاطئ. ذلك أن التجاوزات هي تلك الدابة التي يجب أن تلتهم شيئا حتى تعيش. ليس من دابة غير الإستبداد، وهذا الإستبداد حيّ مهما كان من يمسك بزمام الدابة. هناك في الإستبداد إغراء لا يستطيع مواجهته سوى الصادقون والزاهدون ممن يتولون أمر الناس، وقليل ما هُم !
  • 01 August 2021