أردت أن أكتب شيئا عن صنفين من الناس
أردت أن أكتب شيئا عن صنفين من الناس، وتفاعلهم مع ما يحدث في فلسطين:
- صنف يعتبر أن الكفاح من أجل تحرير فلسطين قد فات أوانه، وأنه لم يعد من العقلانية في شيء، وأنه عناد، وأنه من الأفضل العمل على جلب "تعاطف العالم الحر"، والضغط على الكيان بالطرق الديبلوماسية الخ الخ
- صنف يعتبر أن ما يحصل ستكون له تبعات، وضحايا، ذلك أن إسرائيل سترد الصاع صاعين، وأنها أقوى، وأن أخلاقية الكفاح الفلسطيني هو في توضيحه فارق القوى الكبير، والعودة لاستعطاف "العالم الحر"، أي تحقيق انتفاضة كانتفاضة الحجارة التي جلبت للفلسطينيين تعاطف العالم الخ الخ
الصنفان يلتقيان إذا، ويتوافقان في المبدأ الذي على أساسه يتم تقييم المعركة.
أردت أن أوضح أن بلادنا أيضا كانت تحت استعمار دموي، وكثير من بلدان العالم الأخرى. وأن موازين القوى كانت دائما مختلة لصالح المستعمرين، وأن مثل هذه الأصوات كانت تعلو من حين لآخر بمناسبة عملية اغتيال جندي أو مستوطن فرنسي، أو تفجير قنبلة هنا وهناك. لا جديد في المشهد مطلقا إذا.
أردت أن أوضح أيضا أن سلاح المقاومين الأوائل كان الحجارة والعصي أحيانا، وأن "تعاطف العالم الحر"، تلك الكذبة الكبرى، كان يعني، من ضمن ما يعنيه، بقاء الشعوب المستعمرة تحت الإستعمار.
أردت أن أقول أخيرا، أن هؤلاء وأمثالهم من المثبّطين، كانوا في الغالب يهربون مع المستوطنين عندما يضطر الإستعمار للجلاء، وأن الآخرين كانوا يحاكمون بتهمة المس من معنويات شعب يكافح من أجل حريته.
إذا لم تكن مع الشعوب في توقها للحرية، فكل رغيفك وأغلق فمك !