استمعت إلى كلمة رئيس الجمهورية
استمعت إلى كلمة رئيس الجمهورية، ولم تجلب اهتمامي مطلقا الرسائل السياسية التي وزعها على فرقاء السياسة، ولا اللهجة، ولا الاستعارات. كل ذلك لم يحرك داخلي شيئا. ما أثار اهتمامي هو التالي: قوة السياسة وإغراء السقوط في الخصومة السياسية لا يكادان يتركان أحدا من المشتغلين المباشرين بالسياسة، مهما بدوا متخففين منها. هناك دائما لحظة معينة يلقي فيها كل منهم بنفسه في الطين، ليلتحق بالآخرين. في نهاية الأمر، حتى لو جئت من خارج الطريق السيارة للسياسة، فإنك تجد نفسك في لحظة ما على نفس الطريق، مع كل الآخرين. هناك سؤال بسيط انتابني وأنا أستمع إلى الكلمة: مثل كل الكلام الآخر، هناك توجه للأحزاب، وللناشطين في المجال السياسي المباشر، لجمهور الأحزاب، وللجمهور المضاد لها في الأحزاب الأخرى، وهم في نهاية الأمر أقلية. والآخرون إذا؟ كل الآخرين لا أحد يهتم بمخاطبتهم وكأنهم مجرد أشباح. هناك مرض مستفحل في سياستنا، مرض يسلك الجميع تجاهه مسلك إنكار واضح... مرض شديد العدوى حتى أنه يصيب الأصحاء أيضا ولا يشعرون !