كيف تستطيع حكومة الصدفة البقاء
كيف تستطيع حكومة الصدفة البقاء؟ بالارتماء في أحضان تحالف ينجح يوما بعد يوم، وبسرعة قياسية، في إثارة التونسيين واستفزاهم وقهرهم. بعسكرة العاصمة وإغلاق كل الطرق المؤدية للبرلمان ومطاردة الناس في الشوارع دون أن يبدو منهم ما يثير الريبة وما يخرق القانون. بشراء مدرعات وتوريدها على وجه السرعة وتزيين واجهة البرلمان بها، مدرعات كان يمكن أن نشتري بثمنها مائتي سيارة إسعاف، أو أن نورد بثمنها نصف مليون جرعة من اللقاح. مشكلة هذه الحكومة ووسادتها التعيسة ليس التظاهر العنيف والليلي. مشكلتها هو التظاهر ضدها في المطلق. مشكلتها أنها تعتقد أنها باقية بما فعلت، وأنه بإمكانها فصل عملية المصادقة على التعديل الحكومي بمعزل عن مظاهر الديمقراطية الأخرى، مثل حرية التعبير والتظاهر. مشكلتها أنها مصرة على مواصلة الاحتيال علينا جميعا بأكذوبة الشرعية. مشكلتها أنها أغبى مما توقعنا. مشكلتها أنها لا تعرف أن ما حصل اليوم يقصر من عمرها، وبالطريقة التي لا يريدها حتى خصومها. هذه حكومة السخرية منا جميعا التي سيكون كل يوم إضافي في عمرها سيفا مسلطا على رقاب الديمقراطية. أن يسخر رئيس الحكومة، بصفته وزيرا للداخلية أيضا، كل القوى الأمنية لمنع حرية التعبير والتظاهر، ليس من الديمقراطية في شيء. هذا اسمه استبداد بالسلطة. أن تتم عسكرة العاصمة بطريقة لم تشهد لها مثيلا منذ عشر سنوات، يعني أن الرجل قرر، على تواضع شخصه وإمكانياته، أن يذهب للأقصى حفاظا على الصدفة التي أوصلته للموقع. هذا أمر لا يمكن أن يستمر. حكومة تعتقل الأطفال لا شرعية لها. حكومة تمنع التظاهر والتعبير الحر لا شرعية لها. حكومة أضحت أسيرة نزعات الهيمنة لدى مكونات اليمين الفاسد، لا شرعية لها. لم يعد مهما النقاش في الطريقة التي يجب أن تسقط بها هذه الحكومة. بعد ما حصل اليوم، هي يجب أن تسقط فحسب.
كيف تستطيع حكومة الصدفة البقاء؟ بالارتماء في أحضان تحالف ينجح يوما بعد يوم، وبسرعة قياسية، في إثارة التونسيين واستفزاهم وقهرهم. بعسكرة العاصمة وإغلاق كل الطرق المؤدية للبرلمان ومطاردة الناس في الشوارع دون أن يبدو منهم ما يثير الريبة وما يخرق القانون. بشراء مدرعات وتوريدها على وجه السرعة وتزيين واجهة البرلمان بها، مدرعات كان يمكن أن نشتري بثمنها مائتي سيارة إسعاف، أو أن نورد بثمنها نصف مليون جرعة من اللقاح.
مشكلة هذه الحكومة ووسادتها التعيسة ليس التظاهر العنيف والليلي. مشكلتها هو التظاهر ضدها في المطلق. مشكلتها أنها تعتقد أنها باقية بما فعلت، وأنه بإمكانها فصل عملية المصادقة على التعديل الحكومي بمعزل عن مظاهر الديمقراطية الأخرى، مثل حرية التعبير والتظاهر. مشكلتها أنها مصرة على مواصلة الاحتيال علينا جميعا بأكذوبة الشرعية. مشكلتها أنها أغبى مما توقعنا. مشكلتها أنها لا تعرف أن ما حصل اليوم يقصر من عمرها، وبالطريقة التي لا يريدها حتى خصومها.
هذه حكومة السخرية منا جميعا التي سيكون كل يوم إضافي في عمرها سيفا مسلطا على رقاب الديمقراطية. أن يسخر رئيس الحكومة، بصفته وزيرا للداخلية أيضا، كل القوى الأمنية لمنع حرية التعبير والتظاهر، ليس من الديمقراطية في شيء. هذا اسمه استبداد بالسلطة. أن تتم عسكرة العاصمة بطريقة لم تشهد لها مثيلا منذ عشر سنوات، يعني أن الرجل قرر، على تواضع شخصه وإمكانياته، أن يذهب للأقصى حفاظا على الصدفة التي أوصلته للموقع. هذا أمر لا يمكن أن يستمر.
حكومة تعتقل الأطفال لا شرعية لها. حكومة تمنع التظاهر والتعبير الحر لا شرعية لها. حكومة أضحت أسيرة نزعات الهيمنة لدى مكونات اليمين الفاسد، لا شرعية لها. لم يعد مهما النقاش في الطريقة التي يجب أن تسقط بها هذه الحكومة. بعد ما حصل اليوم، هي يجب أن تسقط فحسب.