سؤال
سؤال: لماذا لا يبدي قادة الأحزاب و"الشخصيات الإعتبارية الكبيرة" لفلسطين نفس الحماسة التي تبديها في العادة لانتخابات، أو لأي قضية تفصيلية أخرى؟ لأنهم أصبحوا ببساطة مرتاحين في إقليميتهم، وفي أغلب الحالات فإن ما يبدونه من مواقف لا يتجاوز مبدأ "رفع العتب". بالنسبة لكل طامع للعب دور أساسي في الحياة السياسية، أو الإستمرار في لعبه، بغض النظر عن موقعه (إلا ما ندر) فإن فلسطين قضية محرجة. الأمر لا يتعلق بالإسلاميين دون غيرهم. هناك قناعة راسخة بأن الإقتراب من فلسطين "أكثر مما ينبغي"، يعني قبول أن يرفع في وجوههم "فيتو" ما، في لحظة ما من "مسيرتهم السياسية الخلاقة". هذا لوحده دليل بأن دفاعهم عن الديمقراطية لا يتناقض مع قناعتهم بأن الشعب لا يقرر شيئا ولو عبر الإنتخابات. هذا الهوان الديمقراطي لوحده كفيل بجعلنا نزيد تأكدا من زيف العملية برمّتها.
ليس هناك سياسة محترمة لا تحضر فيها فلسطين. وليس هناك ثقافة محترمة لا تحضر فيها فلسطين، كما أنه ليس هناك فن محترم لا تحضر فيه فلسطين. قبل السياسة وبعدها، وقبل الثقافة والفن وبعدهما، هناك حد أدنى من إحترام الإنسان لذاته تمثله فلسطين بما أنها قضية مخترقة لكل التمايزات، ولكل المراتب، ولكل التقسيمات والصراعات. القضية قضية إحترام الإنسان لذاته، أن تكون له فكرة صلبة وحيدة في رأسه، وأن يكون له حلم وحيد يستحق العناء في روحه. هذه هي فلسطين. كل ما عدا ذلك هراء !